جرثومة المعدة، أو ما تُعرف علميًا بإسم " Helicobacter pylori " أو (H. pylori)، وهي بكتيريا حلزونية الشكل تعيش وتتكاثر في بطانة المعدة، مُسببةً العديد من الأمراض المزمنة في الجهاز الهضمي، على الرغم من أن ملايين الأشخاص حول العالم يحملون هذه البكتيريا دون ظهور أي أعراض، إلا أنها تُشكل خطرا حقيقيًا على صحة الإنسان، خاصةً إذا لم يتم علاجها بشكلٍ صحيح مما يؤدي إلى تفاقم العديد من المشكلات الصحية.
تُعتبر جرثومة المعدة أحد أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص سنوياً، وتعد الجرثومة المعدية سبباً رئيسياً لالتهابات المعدة والأمعاء وقرحة الاثني عشر، وأحياناً يمكن أن تتسبب في سرطان المعدة.
في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على جرثومة المعدة، وسُبل علاجها، وطُرق الوقاية منها.
كيف تُصيبنا جرثومة المعدة؟
يمكن أن تنتقل جرثومة المعدة من شخص لآخر بعدة طرق، تشمل:
_ التلامس المباشر مع لعاب أو قيء الشخص المصاب: مثل التقبيل أو مشاركة أدوات الطعام والشراب.
_ تناول الطعام أو الماء الملوث: خاصةً إذا لم يتم طهيه أو غسله بشكلٍ جيد.
_ العيش في بيئة مزدحمة أو غير صحية: حيث تزداد فرص التعرض للعدوى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة.
ما هي أعراض جرثومة المعدة؟
لا تظهر أي أعراض على العديد من الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض خفيفة تشمل:
- عسر الهضم: مثل الشعور بالامتلاء أو التخمة بعد تناول القليل من الطعام أو الشعوربالانتفاخ بعد تناول الطعام.
- ألم المعدة: الشعور بألم شديد خاصةً في الجزء العلوي من البطن وبالأخص بعد تناول الطعام أو عندما تكون المعدة فارغة ليلاً.
- الغثيان والتقيؤ: الشعور بالغثيان والتعرض للتقيؤ بشكل متكرر لإخراج ما في المعدة من طعام، يصاحب ذلك الشعور بالإعياء والإرهاق وألم شديد في منطقة أعلى البطن.
- حُرقة المعدة: حدوث زيادة في إفراز الحمض في المعدة، مما يؤدي إلى الشعور حُرقة المعدة والحموضة المستمرة، وهي شعور حارق في الصدر أو الحلق.
- التجشؤ: بشكل متكرر.
- فقدان الشهية والوزن: فقدان الشهية، وملاحظة فقدان الوزن غير المبرر لدى المريض بشكل ملحوظ.
- تغير رائحة الفم: ملاحظة رائحة الفم الكريهة لدى المريض.
- تغير لون البراز: ملاحظة تغير في لون البراز إلى اللون الأسود.
- ارتجاع المرئ: التعرض إلى ارتجاع المريء والذي يصاحبه حموضة لا تستجيب للعلاج.
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء: والتي تسبب التعرض للإصابة بالأنيميا.
مضاعفات جرثومة المعدة:
يجب الحصول على العلاج المناسب بشكل فوري حيث إذا لم يتم علاج جرثومة المعدة، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، تشمل:
_ قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر: وهي تقرحات مفتوحة في بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وتزداد احتمالية الإصابة بها بنسبة 60% بين البالغين.
_ سرطان المعدة: حيث تُعدّ جرثومة المعدة أحد مسببات سرطان المعدة.
_ التهاب المعدة: وهو التهاب يصيب بطانة المعدة.
_ صعوبة امتصاص بعض العناصر الغذائية: مثل الحديد وفيتامين ب 12.
علاج جرثومة المعدة:
يعتمد علاج جرثومة المعدة بشكل كبير على المضادات الحيوية، وغالبًا ما يتم إعطاء مزيج من نوعين أو ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية مع أدوية أخرى لحماية بطانة المعدة.
- العلاج بالمضادات الحيوية: يتضمن العلاج المعتمد على المضادات الحيوية كالأموكسيسيلين والكلاريثروما، بالإضافة إلى مثبط مضخة البروتون مثل الأوميبرازول.
- العلاج بالمضادات الحيوية الثلاثية: يتمثل هذا النوع من العلاج في تناول ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية معًا لمدة أسبوعين تقريباً.
- العلاج بمثبطات مضخة البروتون: تساعد هذه الأدوية في تقليل إفراز الحمض في المعدة وتخفيف من الأعراض.
من المهم إكمال العلاج حسب تعليمات الطبيب، حتى لو اختفت الأعراض، لمنع عودة العدوى.
الوقاية من جرثومة المعدة:
يمكن إتباع بعض الخطوات للوقاية من جرثومة المعدة، تشمل:
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون: يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون خاصةً قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
- طهي الطعام بشكلٍ جيد: تجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً، وكذلك الأطعمة والمشروبات الفاسدة والتي قد تكون ملوثة بالبكتيريا.
- غسل الفواكه والخضراوات جيداً: خاصةً إذا كانت تؤكل نيئة.
- شرب الماء النظيف: تجنب شرب مياه ملوثة أو سبق أن شرب منها شخص اخر.
- تجنب مشاركة أدوات الطعام والشراب: كذلك المناشف أو فرشاة الأسنان.
- الحفاظ على نظافة المرحاض: وتنظيفه بشكلٍ منتظم.
- الإبتعاد عن التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالتهابات المعدة ويمكن أن يؤدي إلى الزيادة من شدة الأعراض
- تثقيف أفراد الأسرة حول طرق الوقاية من جرثومة المعدة: وتشجيعهم على اتباع نفس الخطوات.
هذا المقال هو لغرض التوعية فقط، ولا ينبغي اعتباره بديلاً عن استشارة الطبيب، حيث يجب الحصول على استشارة طبية في حال ظهور أي أعراض تدل على الإصابة بجرثومة المعدة للحصول على التشخيص والعلاج المناسب للحالة.
تُعتبر جرثومة المعدة مشكلة صحية شائعة وعدو خفي يهدد صحة الجهاز الهضمي، لكن يمكن الوقاية منها وعلاجها بفعالية من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، كذلك من المهم الاهتمام بالوقاية من الإصابة بالمرض من خلال الحرص على النظافة الشخصية، وتناول الطعام بشكل الصحي، والخضوع للفحوصات الطبية الدورية، والابتعاد عن العوامل الخطرة مثل التدخين،حيث يمكننا عبر اتباع إجراءات الوقاية اللازمة أن نُقيم درعاً واقياً يحمينا من مخاطر هذه البكتيريا ونُحافظ على صحة جهازنا الهضمي.
لا تدع جرثومة المعدة تُفسد حياتك
إضافة تعليق جديد